نظمت هيئة تكريم العطاء المميز مهرجاناً لتوقيع ديوان قصائد عاملية الذي جمع بين صفحاته نتاج الامسيات الشعرية الرماضانية التي نظمتها الهيئة في 9 و16 و23 و30 أيار 2019 .
- أمسيتان في مطعم قصر الملوك .
- أمسية في مطعم توتانغو الشقيف .
- أمسية في مطعم و مقهى سكاي لاين .
جرى توقيع الديوان في ثانوية حسن كامل الصباح الرسمية نهار الجمعة في 28 حزيران الساعة الخامسة عصراً ، حيث تمَ تقديم الكتاب هدية ، كما تمَ توزيع شهادات تكريم على الشعراء الذين شاركوا في الأمسيات .
بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني و نشيد هيئة التكريم ، تلا ذلك كلمة ترحيبية لمقدم الإحتفال الأستاذ علي توبة رئيس رابطة المتقاعدين المدنيين في النبطية وأمين سر هيئة تكريم العطاء المميز . وقد جاء فيها :
بعد الترحيب بالشخصيات المشاركة من كل الفئات الإجتماعية و كل المقامات ، قال :
اما وقد أولاني الزملاء والزميلات مهمة الترحيب بكم و التقديم في سياق هذا المهرجان الخطابي التكريمي … يسرني أن أعرب على التو باسم هيئة تكريم العطاء المميز في محافظة النبطية (رئيساً وأعضاءً) عن عظيم إعتزازنا بهذا الإقبال النوعي و الحاشد إحتفاءً بإطلاق ديوان قصائد عاملية … كما ونوجه التحية للشعراء والشاعرات الذين شاركوا في التلبية غير المسبوقة التي شهدتها الأمسيات الشعرية الأربع خلال شهر رمضان المبارك الفائت ….وها هي هيئتنا اليوم وبعد جلسات متلاحقة (ادارة ولجاناً) تجني مجد هذا النشاط الثقافي التراثي الذي بلغ خاتمته السعيدة … وها هو الديوان بدفتيه الجميلتين يحتضن جميع القصائد التي ألقاها و وأنشدها لفيف من الشعراء والشاعرات من مختلف الفئات العمرية … وقد أوردناها (نصَاً وحرفياً) في متن الديوان تاركين لكم و للنقاد منكم أمر الحكم عليها …
أيها الاعزاء
في هذه الساعة من هذا اللقاء الحميم ، نحن وإياكم مدعوون الى الإصغاء لأربعة فرسان من أئمة الشعر في بلادنا العربية ، ولكلمة الختام للزميل رئيس الهيئة .
من هنا كان عليَ ان أُحسن التقديم و التعريف بل وأفصَل الحديث عن السير الذاتية السنيَة للخطباء الأجلاء لكن مدة الإحتفال المرصودة في بطاقة الدعوة سوف تلزمني بالإيجاز ما أمكن ذلك ….
مرة جديدة نكرر الترحيب بكم و بالشعراء الأمجاد حماكم الله .
ايها الكرام
قبل البدء ، ألفت الى إعتذار عن عدم الحضور وردنا من الشاعر القومي الوطني النائب السابق الاستاذ غسان مطر بسبب عارض صحي طارىء (نتمنى له الشفاء ).
- كلنا توق و شوق الى سماع الشهادة الاولى من الشاعر الذي ما زال يحلَق في سماء الشعر غير قانع بما فوق النجوم … إنه الشاعر العاملي الجنوبي الذي تألق في أجواء الشعر العربي والعالمي فاعتبر في طليعة الشعراء في العالم العربي بشكل عام و شعر الحداثة بشكل خاص …مع الشاعر الصديق الدكتور محمد علي شمس الدين .
أيها الأخوة والأصدقاء
أبدأ بتحية الشعر و الحرية ، وهما أقنوما هذه الأرض الجنوبية والناس الذين عمروا هذه الارض ودافعوا عنها .
سبق لي و تكلمت أكثر من مرة في خصائص الشعر العاملي ، وشعر الجنوب و شعرائه ، وأحد أبحاثي بهذا الخصوص موجود في كتاب ” جبل عامل : تاريخ وواقع” الصادر عن الهيئة التي تقيم هذا المهرجان بالذات ، و البحث بعنوان الجنوب الشاعر أرضي بين الجنة و الظل.
سابقاً كان يرتفع في جبل عامل صوت المناحات على كربلاء وفلسطين وكان شعراء جبل عامل بين معاقر لاسباب فقره وشقائه مستغرق في وصف النير والثور والباب المخلَع لمنزله … أو ناشر رأية أحزانه على الحسين . يقول موسى الزين شرارة :
” يا من تنوح وكلَ عامٍ دارُهُ فيها لمقتول المروءة مأتمُ
أو أنت من تبكي أم أنت مقلدُ تبكي كما يبكي أبوك و تلطمُ “
ولكن في ثنايا هذه المناحات، كانت ترتفع أحياناً بين البوهيمية والتمرد كصوت عبد المطلب الامين وهو صوت شعري خاص بين اليأس والسخرية . كان عبد المطلب الامين ممن سماهم الروائي السوري حنا مينه …” جماعة الخيبات ” في كتابه “امرأة نسيت اسمها ” ويقصد بهم الشعراء .
جماعة الخيبات السياسية والاحلام القومية المغدورة …
وكانت ترتفع الى جانب هذا الصوت الأجش البوهيمي لعبد المطلب الأمين ، أصوات غاضبة من جماعة الغضب الشعري في الجنوب الخارجين على الاقطاعي السياسي والديني ويقول موسى الزين شرارة :
لا يخدعنَك منهم حمل مسبحة ففي الثقوب عشوش للشياطين
ويقول فؤاد جرداق شاعر المرج (من مرجعيون)وكان يتمثل بعمر الخيَام الشاعر الفارسي المعروف ، وهو شاعر مصوَر لعذاب الناس ، مدافع عن حقوقهم . دخل دير المخلص ليكون راهباً لكنه قرأ وهو في الدير كتب كارل ماركس ولينين ، فترك ثوب الرهبنة وخرج ثائراً معبئاً بروح التمرد ، وهو القائل في أبيات نارية كتبها العام 1938 وألقاها في احتفال جماهيري حاشد ، واصفاً فيها أحوال البلاد وفساد اولي الأمر من ساسة و حكام ، يقول فيها :
“وطنٌ سراحين الذئاب تسوسهُ
ماذا يدرُ لشعبه تقديسهُ
وزراؤهُ أوزارهُ ورجالهُ
أصلاله ورئيسه مرؤوسه
وكذاك نوابُ البلاد نوائبُ
نزلت فزاد من الأذى كابوسهُ
وطن بلا طولٍ ولا عرضٍ ولاسُمكٍ
ولا جُرمٍ فكيف أقيسهُ “
بعد سبعينات القرن الفائت ، تغير كل شيءٍ في حياة الجنوب اللبناني .. وفي الشعر انحسر الزمن الزراعي والرعوي وبدأت تظهر بوادر مجتمع جديد أخذ ينزح الى المدينة ، وتمت ممارسة مهن بروليتارية في بيروت ، كما التحق كثيرون بالجامعة إضافة لعملهم كمدرسين في الجنوب .
يقول محمد العبدالله في احدى قصائده ” الدم الزراعي مات ، انتهى زمن المعجزات ، رأيت دماً بفصلين ، فصل تراجع نحو الحكاية ، وفصل يصير الى النهاية “
نلاحظ أن الفارق بين شعراء الاسلاف وهذا الشعر الجديد هو فارق نوعي … ولكن خيط اللغة هو خيط جامع للتجارب الشعرية . أضف الى ذلك ملاحظتين : الملاحظة الاولى أن هذا الكتاب الذي بين يدينا الآن و الذي يضم 37 قصيدة ل 37 شاعراً ، يحتفل بالروح الكلاسيكية للشعر ، هذه الروح الخالدة التي لا تموت ، والتي عليها أسسنا حداثتنا الشعرية العربية والاسلامية ، لكنني لم أبق مقيماً فيها ، ذلك لأنني أعتبر أن التراث ليس قبراً بل هو طائر. وصلة القديم بالحديث ليست صلة إلغاء وقتل بحيث أن الأبناء دائماً يقيمون خلف آبائهم وقد أمسك كل واحد منهم بخنجر…كأن شروط حياته ووجوده هو قتل الاب …
عند مفاصل التحولات الشعرية ، غالباً ما يحتدم الصراع ، القديم بالعادة محروس بحراسة مقدسة ، ولا يتنازل عن موقفه . تقوم حروب من أجل ذلك .
كان أحمد شوقي يقدَس الماضي ويقلده . وكان طه حسين في الطرف الآخر من المعادلة . غالباًما يتنازل القديم عن موقفه بسهولة في العلوم و التكنولوجيا . اما في الفنون و المعتقدات الدينية والايديولوجية ، فالصراع يحتدم و يطول … كانت تنشب معارك بين الرومنسيين والمستقبليين في اوروبا في مطلع القرن العشرين وفي أواخر القرن التاسع عشر عاش ” بودلير ” في فرنسا في زمن فيكتور هوغو ، وكان هوغو ملك الكلاسيكية المتوج بالشعر يوم دقَ بودلير أبواب الكلاسيكية مقترحاً مصطلحاً جديداً وخطيراً من خلال سؤال طرحه وهو : هل يمكن اشتقاق قصيدة من النثر ؟
قال هوغو متعجباً : هل سنكتفي بالنظم النبيل الى كلاب النثر السوداء ؟
بالطبع كانت الحقيقة الشعرية قائمة بين هذين الحدين المتطرفين : حد الغاء الماضي وحد عبادة الأسلاف .
الحقيقة هي ان الشعر أشبه ما يكون بطائر يطير في الازمنة ويأخذ من كل زمان ما يخدمه . وكما قال رسول حمزاتوف الشاعر الداغستاني في كتابه بلدي : ” إن من يطلق رصاصه على الماضي يطلق المستقبل عليه مدافعه .
أنا أيها الاخوة شاعر جنوبي حديث ، ولكني تكريماً للروح الكلاسيكية لهذا الديوان ، سألقي قصيدة كنت قد كتبتها في مديح هذه القرى الجنوبية وأهلها الذين طالما ركبوا الاهوال وغامروا في البر و البحر ليعودوا ويعمروها ، و كأنهم يبنونها من جديد .
الارض تنشر موتاها وتحيينا
هي من ديوان ” ينام على الشجر الاخضر الطير
الارض تنشر موتاها و تحيينا لكي نقيم على اسمائها فينا
رأيت رؤية عين النسر أولهم فهل راى النسرُ شيئاً من منافينا
بلى بلى إن أهلي ها هنا نزلوا باتوا قليلاً وغابوا خلف وادينا
فإن أزحت غطاءً عن أسرَتهم وجدت وجهك في المرآة مدفونا
وإن كشفت عن الأعماق لجتها وجدت سرك في الأعماق مكنونا
وإن مسست بظهر الغيب أسطحهم مسَ الحمام وإن سامرتهم حينا
لقيت أجمل من مرَ الغمام بهم مرَ الغمام وما زالوا رياحينا
يا قبضة المطر الياقوت ما فعلت بك المقادير تشريناً بتشرينا
حملت قلبك في أحشاء عاصفة خلف البحار و فجَرت البراكينا
يا قرية الطير والغادين في سفر و العائدين كروماً أو بساتينا
والرافضين من الأشياء أوسطها والمبدعين ملوكاً أو شواهينا
الماء والنار بعض من صنائعهم لكنهم لم يخونوا الخبز و التينا
سبحان من جعل المشكاة من شجرٍ نور الإله ولو سماه زيتونا
يكاد يخطف أبصار الميتمهم برق سرى نحوكم من طور سينينا
يكاد يزحم شرق الشمس مغربها كما زحمتم على البحر الدلافينا
أتيت أسأل هل أودعتكم قمراً وهل نسيت وقد جاوزت خمسينا
دم الغزال دمي في بعض خطوته ولفتة الطائر المذعور تكوينا
كم ذا شربت ويرعى الله خمرتنا وكم همست على جفنيه آمينا
وكم سكبت كؤوساً ليس يعرفها سوى المحبين فيها و المصلينا
ليست من الخمر حتى لا يعاب بها ولا العناقيد أو أدنى خوابينا
قديمة عرقها في الخلد مختبىء وكف آدم سنَت حبها دينا
حتى اذا اكتملت فينا صبابتها وجدت أكثر ما يرديك يردينا
يا أهل بابل هل سحر فتبرئني منه النذور وهل داء فتشفينا؟
يا أهل بابل ردوا سحر ساحركم أو فاتركوا الولد المجنون مجنونا
أنا المريض ومالي في الشفاء يد وهل يعيش لكي يشفي المحبونا؟
حفرت قلبي على جزعين من شجر ورحت اسكب فيه الماء و الطينا
لكنني والهوى نجم و صاحبه على المسافة ضيعت العناوينا
فكلما هب ريح من منازلكم فأمسكوني لأبقى الدهر مفتونا
- يكفيه فضلاً أنه شرَع ابواب دارته أمام رواد الشعر ومحبيه … لقد بذل لهم أفضل المطارف وأغلى الحشايا …لقد بادلناه الإحترام و الإجلال لانه العالم المتسامح ، و لانه الشاعر والاديب والفنان الرسام … إنه فضيلة الشيخ فضل مخدر يدلي بشهادته .
جبل…
يقولون: الجبل ما علا من سطح الأرض، واستطال وجاوز التلَّ ارتفاعاً، ويقال فلانٌ جبل، أي: ثابتٌ لا يتزحزح.
الجبل: سيد القوم.
الجبل: العالم.
الجبل: الأمة والجماعة من الناس.
الجبل: الصدى: قالت العرب: ” ما أنت إلا كابنة الجبل مهما يُقَلْ تَقُلْ” يريدون الصدى الذي يجيبكَ بمثل ما تتكلم.
أيها الأصدقاء.. ما سعيت سعيِّ في المعاجم اليوم إلا لأن ابنتيَ الصغيرةَ قد سألتني من قبلُ: لماذا يقولون جبل عامل؟! أين هو هذا الجبل؟
حيَّرني تساؤلُها، فكلنا يعرف شكل الجبل، أما انجرارُ اسمه على سلسلة هذه التلال سواءٌ ما انخفض منها أو ارتفع، فقد زاد في حيرتي أكثر، ورحت أسعى في الفهم.
لعله كان في ما مضى جبلاً واحداً وقد غرست فيه الطبيعة يدها وأعملت حرفتها فتضارست قمّتُه وصار في قمم.
لكن الإغال في الطبيعة يقتضي أكثر من زمن.. وأبعد من تاريخٍ وبشر.
نهضتُ في هذا الصباح الذي أشرق على ربوع هذه الأرض بضوءٍ من الأمل وفسحةٍ من أمان الروح.. فالأرضُ هنا ظلّت تستمسكُ بأهلها حتى في ساعات الشدة والصعاب القاتلة، ويستمدون من طمأنينتها رأس إيمانهم المكلّل بأبلغ معاني الصبر.
نظرت إلى وجه ابنتي وقلت لها: اسمعي يا غالية.
إن أجداجدَنا أتوْا من عاملة وسكنوا هذا التراب، وحرثوا الحقول بنير أجسادهم، وغرسوها بأبنائهم، وسقوها بعرق التصاقهم بها جُهداً وجَهدا.. وأشغلوا معاولَهم بأخداجها وصليد صخرها بحنو قلوبهم،.. ولرماد مواقدهم قصةٌ أخرى من مساءاتِ مصاطبهم، فيَذْرونها مع بذَارِهم كل يوم.
وحين نبتتْ، نبتت بقلبٍ يتّقدُ بالحب، فكانوا أمةً، أي: جبل.
وعالماً ينبغُ، أي: جبل.
وسيّداً يمضي إلى آخر النشوةِ من نصره وعقدِ الكرامة، أي: جبل.
وصداً لهزيج التراب يغني أمجادهم، أي: جبل.
ولكن اعلمي يا ابنتي أن الصدى هنا لا يتبخر في وادٍ ولا تجرفُه مياه النهر، أو تغرقه الشمسُ في بحرها.
بل يبقى على أمثولةِ جمال الأرض في شذى الورد، ورائحة الزعتر وطيب الياسمين، ويمضي كالأغصان تمسّدُ خدَّ السواقي.
فهو حرفٌ أينعت ثمارُهُ في كل وجه.. وغدا كزرعٍ أخرجَ شطْأهُ فاستوى على سوقهِ يعجبُ الزرّاع لِيَغيظَ به كلّ الذينَ لا يعرفون معنى التراب، ولا يحسنون لغة الجبل.
إنه تلك الثغورُ التي تنضح بوجدٍ واحدٍ من كؤوس العشق.
إنه تلك الحروفُ التي تبقى لوحةَ جمالِنا على جدار الدهر.
هو الشعر يا ابنتي.. أحسناه، فأحسن ارتقاء القمم.
الشعر الذي يحكي حقولنا والبيادر والتلال، وينظمُ انشودَةَ بطولاتنا والبنادق.
بل هو مرآتُنا الخالدة التي تعكس الأعالي في أرواحنا فكيف لا نكون جبل.
الشعر…
للشعر ريشة ليله ودواة إن يرسم الشط الأغاني لوحة لخطى الظبى شجر يظلل همسها وكلاهما ورد ترنح في الربى تندى على صفحات ضوء خافت الشعر ضجّ لبرهة وغفا على كاللغز لا تدري على أي الشفا كاللطيف حيّره الضحى فتبارت الـ كالسحر في المرآة، يعكس روحنا .
** ** |
والصبح في لغة الهوى ممحاة فبموجة تتبدد اللوحات وصبي لحن مرهف وفتاة فاختالت الهمسات والخطوات نعست بخمرة خدها البسمات غنج الوجود فهبّت النسمات ه تجنّ في إبهامه الضحكلت ـبصّارة الشمطاء والكلمات لا ما تراه العين والمرآة .
****
|
- حين يرد اسمه الى المسامع ، يتذكره الطلاب و الخريجون الذين لا يحصى عددهم ، وفي لقاءات الأدب و الشعر يرفرف فيضه ليعلن أنه حاضر فيها … فهو الأستاذ القدير الكفوء في الجامعة اللبنانية لمادة اللغة العربية وآدابها وهو صاحب التسعون مؤلفاً وما يزيد …
مع شهادة الاكاديمي الأديب و الكاتب و الباحث والشاعر الأستاذ الدكتور يحيى شامي .
منذ أن وطئت ثرى هذا الجبل العاملي قدما ذلك الذي ما أقلّت الغبراء ولا أظلّت الخضراء رجلاً أصدق لهجة ً منه، كان الإيمان وكان العنفوان وكان الإبداع المتمثل بالشعر الذي هو سمة من سمات هذا الجبل بقراه ومزارعه، بمسالكه وشعابه، بوديانه وجباله، بآكامه وغيطانه، بتينه وزيتونه، بعصفه وريحانه، بطيب هوائه وزرقة سمائه وزرقة مياه بحره وغدرانه، بسلامة فطرة إنسانه وصحّة مزاجه وطباعه، بحدّة ذكائه وإبداعه، بمقاومته وملاحم بطولاته وتضحياته…
منذ ذلك الزمن، وربما قبل ذلك، أوبعده بقليل، كان الشعر الذي أكاد أزعم ولو إسرافاً في المبالغة، أنه ولد مع هذا الجبل… مع كل نبتة من نباته، وشتلة من شتلاته، وتحت كلّ جلمود صخرٍ أو حجرٍ، صغر أو كبر من أحجاره، وتسألني أنّى ذلك وكيف وما الشاهد على قولك أقول أفما أتاكم نبأ ذلك الشاعر العاملي المتوفى سنة 95 للهجرة واسمه عديّ بن الرقاع العاملي هذا الذي كان تحدّى فحول الشعراء في عصره وإنّ من هؤلاء ثالث ثلاثة أبا حرزة جريراً الذي لمّا أن تحرّش بعديّ شعراً ردّ عليه عديّ بشعر خضد شوكه، وقصم ظهره، فأقرّ له جرير بالغلبة والألمعية والشاعرية ، وإن من شعر هذا العاملي المعرق في القدم بيتا من الشعر ولا أروع في وصف روق، أي قرن ذلك الأغنّ الظبي ذي القرنين الجميلين الدقيقين الموشحين بالسواد، وهو لعمري وصف يفوق الوصف براعة تمثيل ودقة تصوير، والبيت، يا سادة، هو:
تزجي أغنّ كأنّ إبرة روقه قلم أصاب من الدواة مدادها
وهل أتاكم يا سادة، نبأ ذلك الشاعر العاملي الآخر واسمه عبد المحسن الصوري، نسبة الى صور، نعم صور العاملية، أحد شعراء القرن الرابع الهجري، هذا الذي لما أن بلغه نعي شيخ الطائفة في عصره محمد ابن النعمان الملقب بالشيخ المفيد حتى انفجر من أساه باكياً، راثياً ذلك العلم الأعلم والمتكلم الأفخم، ومما جاء في رثائه له قوله:
يا له طارقا من الحدثانِ ألحــق ابن النعمان بالنعمــانِ
برئت ذمة الموت من الإيمان لمّا اعتدت على الإيمانِ
فجعة أصبحت تبلغ أهل الشام صــوت النعيّ من بغدانِ
ثم أفما أتاكم نبأ تلكم المرأة الشيعية العاملية، التي كان مرّ بها أحد الشعراء وهي تنوح على الحسين وتبكي على الحسين وتبكي أباه علياً بحداء شعري شعبي شجيّ يقطع نياط القلب ما اختلجت له للتوّ جوانح ذلكم الشاعر فقال:
يا دمعة أفصح تسكابها | عن حال قلب في الهوى ذائبِ | |
أرقّ من دمعة شيعيةٍ | تبكي عليَّ بن أبي طالبِ |
أجل، يا سادة، منذ ذلك الزمن البعيد أو القريب كان الشعر في بلاد عاملة، وكان الشعراء مروراً بالعشرات اللعشرات وانتهاءً بعصرنا هذا وإنّ منهم هذه الكوكبة من الشعراء المكرّمين من قِبل هيئة العطاء المميّز، ولو أنّ هيئة العطاء هذه وسّعت من دائرة الاتصال بشعراء آخرين كثر لجاءنا شعر كثير على أن ما لا يدرك كله لا يترك جله..
فلكم أيها الشعراء المحتفى بهم.. لأعضاء هيئة العطاء المميّز.. لرئيسها الزميل العزيز الدكتور كاظم نور الدين.. لكم مني جميعاً تحية إجلال وتقدير مشفوعة بنفحة من نفحات أنسام عاملة، نفحةٍ تحيي ميت القلوب التي هي في الصدور..
وأمّا أنت، أنت يا بلدتي الحبيبة، يا عاصمة المقاومة والتحرير، يا تلك العامليّة النائية التي فيك ولدت ونشأت وترعرعت، فلك خالصةً مزجاةً تحيةً، لك مني هذه الأبيات:
بنت جبيلٍ ولو أن الجنان وما | فيها تألّق من حورٍ وولدانِ | |
صارت إليّ بديلاً منكِ ما رضيتْ | نفسي بهنّ ولا كانت بحسبان ِ | |
وكيف أرضى بديلاً من ثرى بلدٍ | قد مسّ جسمي يوما شبه عُريانِ | |
سُقيتُ فيه على ريٍّ ومن ظمأٍ | شتّى أفانينَ من ماءٍ وألبانِ | |
وفيه أوّل حرزٍ شُدّ في عضدي | حملته حذراً من مسّ شيطانِ |
وأما أنتم، أيها الصحب، أيها الزملاء الشعراء، إذ وُشكان ما أنتقل من هذا العالم إلى العالم الآخر، فإني أناشدكم، أناشد بعضكم فأقول:
يا بعض صحبيَ إن يوماً دنا أجلي | وضاقت الأرض بي والموتُ وافاني | |
وصرت نضواً جماداً لا حياة به | وقد توحّشت عن أهلي وأوطاني | |
وجرّدوني ممّا كنتُ ألبسه | وألبسوني حبراتي وأكفاني | |
وقد نُقلت إلى بيتي الجديد على | أكفّ خالص أصحابي وجيراني | |
فدونكم تلعات الحيّ حيث ثرى | بنت الجبيل فواروا فيه جثماني |
ختاماً، قد تنحني يوماً ما أحجار قلاع وحصون عاملة، وهي حصون وقلاع، على حدّ تعبير بولس سلامة، لطالما برقت الأسنّة من فوق أبراجها زمناً، وتفجرت المدافع من كواها أزماناً، لكن، يبقى الشعر بين أيدي الناس.. يموت السيف، ويعيش القلم.. فليحيَ الشعر، عاش القلم، عاش جبل عامل..عاش لبنان.
- عندما أستمع اليه في المجالس المتعددة ، أخال نفسي أمام شبيه للشاعر العربي المتنبي الذي أنشد يوماً :
انامُ ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جرًاها ، ويختصمُ
أيها الشبيه لماذا ملأت دنيانا بأسرار شعرك؟ ولماذا شغلتنا بسحر بيانك؟
شهادة الشاعر (متنبي جبل عامل) الدكتور مصطفى سبيتي .
سنابل آب
أي أمـنٍ يـرجـو بـوحـشـة غـابِ
غـنـمٌ نــيــط رعــيــُهُ بـالــذئـاب
أمنهُـم فأشـهدوا عـليـه الضحـايـا
يسلمُهم ، فتشوا عنه في الخراب
لــيس مـا قــدر الــزمـان عـلـيـنـا
يــعـتـرينا ، بل جهلـنا بالصواب
لايــطــال الـضـعـيف مـجداً ولـو
عُــهــد وعـداً مـنـزَلاً في الـكتاب
ومــرامُ الــقــويَ بـومــي الــيــه
فــيـوافـــيه عــبـر ألــف حـجـاب
ســمــةٌ لــلـطـغاة، ما نــِيل مـنهم
مــأربٌ عــادلٌ بــغـير اغـتصاب
فــلـنــلذ بالــكــفــاح يـا أهـلُ كـي
لا يصدأ الخوف حُلمنا في الخوابي
بالحروبِ الحروب والقـتل بالـقـتل
وغــدراً بالــغـــدر قــابــاً بــقــابِ
مــن أراد الــسلام فــلــيــلــتــمسه
نـــازف الجرح بين ظـلفٍ ونــابِ
أيــهـا الــغاصــبون لـيس عــقابــاً
ما اقتـرفتم ، هيا اصبروا للعقــاب
كــم سـقـيـنا يـمـامـة الـحـب دمـعاً
ورمــيــتــُم آمــالــنــا لــلــغــراب
لــكــم الــحــق أن نـسفـتـم بـيـوتـاً
كــتـبــت كــرهــكم علــى كل باب
وســقــوفــاً هــوت تــكــشف عنها
أيُ ثــأرٍ أُنــيــط بــالاعـــــتــــابِ
قد هــدمــتــم ضـياعنا ، هل تخلت
عــن ثراهــا أم شُبتت بالــتــراب
واقــتـلــعتــم أشجارنا هـل تراخت ز زوايات أم شُرَعــت كالــحــراب
ونـشرتــم أجــسـادنا فـأنــظــروها
كيــف تـنسلُ من صخور الروابي
فــات عــهــدٌ نــردُ فــيـه أذاكــــم
بــبــكــاءٍ وغــدركُـــم بـالــعـتـاب
ســوف تــلــقـون بـعـد كـل سؤالٍ
صــفــعة الــموت بعـد كل جواب
أيــهــا الــطــامعون لــيس لــدينا
ما ن ريكم سوى العنـا و العذاب
وردُنــا مـعبــق الردى ، والدوالي
تقطرُ السمَ لا الطلى في الخوابـي
قمحــنا صار في الحقول رصاصٌ
فارقبوا الــوعــد من سنــابــل آب
كل طـفـل ذبــحـتمــوه ســيـنــمـي
من خــلال الـتــراب ثـأر الشباب
إن نــهــراً أقــلــقــتــُمُ ضــفـتـيـه
أحــبـط الامـس حــلمكم بالشراب
والــعريــنُ الــذي صــبـوتـم اليه
لــم تــشــرَع أبـــوابه لــلـكلاب
أيــهــا الــغــادرون هلا حصدتم
مــا زرعــتــُم بــجــلكم و التغابي
بــات أمــنُ الــجليل حلــماً محالاً
قــضَ جــفــنـاً لــدولـة الارهـاب
هــلـوســوا بالسـلام لـيـس بـمــاءٍ
ما وردتـم ، فـلترتووا من سراب
بـؤسُـكـم أن جــاركـم لا يـجـاري
رغـــم بــلـواه ذلـــَة الاعــــراب
نحـنُ نسـلُ الأبــاة صحبُ حسينٍ
واغـتـرابـاً ، مبـالـغـاً في اقنراب
نحسـبُ الشـمسُ لـيس تـشرقُ إلا
مــن قــرانا ، كـظـنـنا بالـسحـاب
كيـف تـرجــون قـهـرُ شـعـبٍ إذا
الـنـصر عـداه استعاضهُ بالثواب
- أما كلمة الختام بل كلمة الشكر فهي للربَان الماهر كما أجمعنا على تسميتة ، أو قل هو الرئيس الرابع الذي يتولى حمل الامانة التي أودعها سابقوه :
- الرئيس الاول المؤسس المربي الفاضل الأستاذ نظام حوماني
- الرئيس الثاني الراحل ، الشاعر الخالد الدكتور حسن محمد نور الدين .
- الرئيس الثالث طبيب الفقراء والناشط الإجتماعي الدكتور مصطفى بدر الدين .
الكلمة الأخيرة للرئيس الذي أخذ على عاتقه مع زملائه وزميلاته مهمة التحديث والتطوير في أساليب وأهداف الأنشطة التكريمية .إنه الأكاديمي والناشط الثقافي والإجتماعي الدكتور كاظم نور الدين .
أسعد الله مساءكم
لك الحقُ ، كلُ الحقِ أن تزداد شموخاً يا جبل عامل الأشم ،الجبلُ الشامخُ الى العلا ، جبلُ العزَة و المنعة ، الجبلُ الذي أنبت العلماء ، جبلُ الادب والادباء ، والشعر والشعراء، جبلُ الصمود والتمسك بالارض ، جبلُ المقاومة التي قهرت أعتى وأقوى الجيوش وأبكتهم ، ولقنتهم درساً قاسياً ، فتاريخُك مجدٌ و عزة ، وحاضرُك شرفٌ و اعتزاز .
طرق بنُوك باب العلم و المعرفة فانفتح لهم على مصراعيه ، وسلكوا مجاهل الاغتراب فأناروا واستناروا . أبدعوا و ازدادوا تألقاً ، أنتجوا وتميَز إنتاجهم . تسارعت ميادين المعرفة لترتمي في أحضانهم طلباً لمواكبة الحضارة ، فكان لها ذلك …
الحضور الكرام
أما وقد حان القطاف ، حصاد أشهرٍ من التخطيط و العطاء والتضحية و التنظيم ، تشحدُنا الهمةُ والاصرارُ على المتابعةِ والاستمرارِ يقيناً منا أن ما نفعله لله وللانسان والمجتمع ، محطاتُ حضارةٍ وإنسً وإبداعٍ أعادت لهذا الجبل ، جبل عاملة تاريخهُ المجيد ، أبو الشعر والأدب والقيَم والثورات .
كانت تجاربٌ حيَةٌ ومواسمُ خيرٍ أضفت على الحاضرين والزوار متعة الحضور وحلاوة الأداء وبهجة المواقف . فالجو عابق بالإخوَة والمحبة وعكاظ الشعر عاد يُشعِلُ ميادين القصيدة والكلمة و الخاطرة ، نعم هذا هو الجنوب بِسِمته وشبابه و صباياه ورجاله ونسائه وصغاره خليَةُ نحلٍ ، البسماتُ على الوجوه والتواصلُ بين شعراءِ المنابر وأدبائها المشرفين عليها ومنسقي فصولها و محطاتها مستمرٌ وفاعل ، أوصل كما أعتقدُ الى النتيجةِ المرجوةِ و الهدفِ المنشود ، وهو التأكيدُ على غنى جبلِ عامل (الجنوب) بشكل خاص ولبنان بشكل عام ، غناه المعنوي والفكري ، وحماسةِ أبنائه ومساهماتِهم الطيبةِ وإستشعارِهِم بأهمية التواصلِ و التعاُرُفِ ومتابعةِ البحثِ والتنقيبِ عن كنوزِ هذا الجبل الذي يختزنُ التاريخ بكلِ ما فيه وما عليه.
إن نضالنا في خلال هيئة تكريم العطاء المميز التي كانت المعِدَة و المنظمة و السباقة الى هذا النشاط الفولكلوري الأدبي ، والداعية اليه . والنتائج الحاسمة الرائعة التي حققناها والتي نالت رضا وإعجاب كل الفئات الشعبية والثقافية و الفكرية والإجتماعية والفنية …جميع هذه القطاعات شجعتنا على الاستمرار وفق هذا النهج وإغنائه و ضخَه بوسائل ونشاطات أخرى تجعله متفرداً في عطاءاته على صعيد مساحته الجنوبية ، آملين التوسع على مساحة كل الوطن ، وآملين تحقيق طموحاتِنا كلَها في إظهارِ وجهِ جبلِنا العاملي الناصع، والذي كان دائماً واحة تضحيةٍ وعطاءٍ ونضالٍ وحرية في تاريخِهِ الغابر المجيد ووجهِ وطننا لبنان لان جبل عامل ليس سوى نموذجاً من نماذجِهِ المميزة في التفوق المعرفي علماً وأدباً وشعراً وفناً و مقاومة .
فلنزرع في عقول أبنائنا وشبابنا وأطفالنا حبَ العطاء وصناعة الجمال .
وفي حضور الشعر سألقي على مسامعكم بعض الابيات حول المناسبة التي نحن بصددها .
هذي نسورُ الجنوبِ عزَ شذاها
يـتـجـلى بـكـــل فــنٍ عـطـاهــا
جـمـعـتنا الـفنون أهلاً و صحباً
ونـشـرنا عـلى الروابـي حُلاها
كان طيب الجنوب في كل يـومٍ
كـم عرفـنــاه في الفـدى تـيـَاهـا
صـدح الشعـر في دروب عـلاهُ
مـالـئـاً أنـفـس الحضور صداها
كـل يـوم فـي حـفـلنا كان عرساً
بـسـمـاتُ الـرضا تـعِـمَ الـشفـاها
والـتـلاقـي الـجمـيل كان عـزيزاً
سِــمــط آراءٍ يـغــنـِنـا نـجـواهــا
كـان عرسُ الـجنوب قولاً وفعلاً
راق لـلــبدر حــفـلـُــنا فــتـبـاهى
فـي صـمـيم الآداب جـلنا وغــبنا
يطلـع الـصـبـح و السـنى يغشاها
كــل يــوم عـلــى الـمـنابر رهـطٌ
والـمـسـاءات ضــوؤنــا نـجـواها
كـان عرس القريض حفلاً مهـيباً
وصــنـوفُ الــزجال عـزُ صفاها
تـتـبــارى الـقـلـوب قبـل الحناجرِ
ويـهز المكـان صــوتُ رِضــاهـا
صــور الــحـبَ والـتـلاقـي سِجلٌ
كــان عــزُ احـتـفـالـنــا نـجـواهــا
ايها الحضور الكرام أشكركم فرداً فرداً ابتداء من الشعراء الذين أغنوا نشاطنا ، الى الحضور المميز بثقافته و حبه للشعر و الادب الذي رافقنا في امسياتنا الاربع وفي مهرجاننا هذا ، الى هذا الحضور الكريم بمقاماته المتميزة وصدق محبته للعلم والعلماء والادب والادباء والشعر و الشعراء ، وكذلك الى اصحاب الاماكن التي احتضنتنا خلال نشاطنا مطعم قصر الملوك بشخص الاخوة آل غندور ومطعم توتانغو الشقيف بشخص الاخ حسين حمادي و مطعم واستراحة سكاي لاين بشخص من نظم الامسية فيها المهندس الاستاذ نبيل مكي.
وكذلك ثانوية العالم الكبير حسن كامل الصباح بشخص مديرها الناشط المجهول والمميز الاستاذ عباس شمساني واساتذتها المتألقين معرفياً .
اما الشكر الكبير فهو لرجلي الاعمال : رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم القنصل رمزي رشيد حيدر الذي غطى نفقات الامسيات الشعرية الرمضانية و مهرجان تكريم الشعر العاملي الذي نحن في حضوره اليوم . و رئيس الجالية اللبنانية في دولة التوغوالاستاذ ربيع نصار الذي ساهم في تغطية نفقات طباعة ديوان قصائد عاملية الذي جمع نتاج الامسيات الشعرية ، وأصرَ على تقديمه لكم هدية حرصاً منه على المساهمة معنا في جمع تراث جبل عامل الذي بدأنا به من العام 2018 مع مؤتمر جبل عامل :تاريخ وواقع .
كما اشكر اسرة هيئة تكريم العطاء المميز التي تعمل يدا واحدة و فكراً واحداً و بنفس التوجه الاجتماعي دون كلل أو تأوه ، و تعطي وستستمر في هذا العطاء بدعمكم لها معنوياً ومادياُ . وها انا الآن أعدكم بمتابعة الخطى معلناً لكم النبأ السار : إننا على موعد و إياكم في 18 و 19 تشرين الاول 2019 في مؤتمر البحث العلمي الاغترابي اللبناني الذي تنظمه هيئة تكريم العطاء المميز مع المجلس القاري الافريقي ، و الذي يكرَم أهلنا المغتربين بجمع التراث الذي يوثَق علاقتهم بدول الاغتراب و علاقتهم بالدولة الام بل المجتمع الام و مساهمتهم بتنميته و سيكون للاغتراب الافريقي في جبل عامل حصة الاسد . على امل اللقاء بكم في هذا التاريخ للمساهمة في انجاح هذا العمل الرائع والمنتظر.
شكراً وألف شكر لكم جميعاً معتذراً أن الوقت لايسمح بشكر الجميع بأسمائهم وما يعوضني عن ذلك انهم في القلب وان محبتهم التي يفرضونها تجعلني اشعر بالسعادة الدائمة.
من جديد أرى من واجبي توجيه الشكرالخاص للشعراء الذين شاركوا في أمسياتنا الرمضانية ، و هذا الديوان مدان بثروته الشعرية الى نتاجهم وقد توزعوا على الشكل التالي :
- شارك في الامسية الاولى الشعراء السادة
- الشاعرأ. د. حسان خشفة
- الشاغر أ. خليل سلامي
- الشاعر د. رفيق فقيه
- الشاعر أ. علي زين غندور
- الشاعر أ. عدنان جوني
- الشاعر أ. عماد ترحيني
- الشاعر أ. مصطفى سبيتي
- الشاعر أ. نجيب زبيب
- الشاعر أ.د. يحي شامي
- شارك في الامسية الثانية الشعراء السادة :
- الشاعر د. الصيدلي عباس وهبي
- الشاعرة أ. فاطمة الساحلي
- الشاعرة أ. فاطمة سحمراني
- الشاعرة أ. لطيفة سلطان
- الشاعر أ. محمد دهيني
- الشاعر أ. محمد فرحات
- الشاعرة أ. ناريمان علوش
- الشاعر أ. محمد البندر
- شارك في الامسية الثالثة الشعراء السادة :
- الشاعر أ. حسن سعد
- الشاعر د. حسن نورالدين
- الشاعر أ. حسين قبيسي
- الشاعر أ. راضي علوش
- الشاعر الشيخ علي حمادة
- الشاعر أ. عبدالله علي احمد
- الشاعر علي جمعة (ابو اشرف )
- الشاعر أ. محمد علي طفيلي
- الشاعر أ. نصر الضاهر
- شارك في الامسية الرابعة الشعراء السادة :
- الشاعر ابراهيم الحاج
- الشاعر أحمد فخر الدين
- الشاعر جمال عزام
- الشاعر حسين شعيب
- الشاعرة سوسن بحمد
- الشاعرة رشا مكي
- الشاعر علي الحسيني
- الشاعر قاسم الحسيني
- الشاعر محمد جواد ظاهر
10-الشاعر موسى جعفر
واليوم استمتعنا بالكلمات الماسية نثراً وشعراً التي استمعنا اليها في الشهادات التي أدلى بها كل من الشعراء السادة :
- الدكتور محمد علي شمس الدين
- فضيلة الشيخ فضل مخدر
- الاستاذ الدكتور يحيى شامي
- الدكتور مصطفى سبيتي
شكراً وألف شكر لهم جميعاً ونعتذرلان امكانتا لم تمكننا من تقديم هدايا تكريمية توازي ما يستحقون فكان تكريمنا لهم بشهادات رمزية تمثل ذكرى للمناسبة التي ستتكرر في رمضان من كل عام .
في النهاية لا يسعنا إلا شكركم جميعاً، اذ كل واحد منكم كانت له بصمة المشاركة والعطاء ، فلنستفد مما مضى ونجعل جنوبنا واحة حريةٍ و بهجةٍ و حياة .
عشتم عاش لبنان و عاشت هيئة تكريم العطاء المميز .
بعد كلمة رئيس هيئة تكريم العطاء المميز وُزع وسام الهيئة للسادة أصحاب الشهادات في المهرجان ، كما وزعت هئة التكريم درعين لكل من رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم القنصل رمزي حيدر و رئيس الجالية اللبنانية في دولة التوغو الاستاذ ربيع نصار لدعمهما لهذا النشاط الثقافي الشعري المميز و الذي سيتكرر في شهر رمضان من كل عام ولكن بموضوعات مختلفة .