الرئيسية / الأنشطة / زيارة المربي الاستاذ حسن كحيل

زيارة المربي الاستاذ حسن كحيل

قام وفد من هيئة تكريم العطاء المميز بزيارة المربي الاستاذ حسن كحيل في منزله الخاص لتقديم وسام الهيئة تكريماً لعطاءاته في الحقل التربوي ، وفي الادارة ،والنشاطات الاجتماعية .وقد تحدث رئيس الهيئة الدكتور كاظم نور الدين قائلاً : نحن اليوم في دارة شخصية من شخصيات جبل عامل المميزة في ميدان المعرفة و العلم ، وقد فصلت بينهما لان الاستاذ حسن كحيل تميَز في كل الميادين المعرفية ، و تألق في مادة الرياضيات فكان استاذاً ناجحاً على صعيد الوطن و العالم . وفي ميدان نجاحه في حقل التعليم اسمحوأ لي أن اذكر هذه الطرفة من العام 1965 عندما كنت طالباً في دار المعلمين في صيدا ، وكان الاستاذ حسن يدرَس مادة الرياضيات .

دخل الصف و توجه نحو اللوح وأمسك الطبشورة وتوجه نحو الطلاب قائلاً أنا كالحصان الأصيل دائماً جاهز للعطاء . وكنت أنا في الصف الاول فطلبت الكلام و أذن لي فقلت للحصان فارس وانت هو هذا الفارس الذي يقود الحصان الأصيل ، إذن انت كالفارس الأصيل ، فابتسم وتابع شرح الدرس .

عند الظهر سألني من أين أنت فقلت له من عربصاليم . قال لي بطلعك معي على النبطية . وبدأت صداقة بيننا وأخذ في قلبي مكاناً لإنسانيته .

أستاذ حسن إن هيئة تكريم العطاء كلفت الزميل الحاج حسيب عواضة أن يقول كلمة من القلب نأمل أن تفيك بعض حقك علينا و على تلامذتك وطلابك .

كلمة هيئة التكريم للحاج حسيب عواضة :

بسم الله الرحمن الرحيم

اسعد الله صباحكم

نبـلُ الـعـطـاءِ يسمو بـصاحِبَـهِ

                          ويحفظ في تاريخه فضلاً وودا

وجُتَ من أعطى بأفكارٍ مصلدةً

                         يبقى بإسمـه ابداً يزهو و يوردا

حسـنٌ وفـي مـجـدك الموسـوم

                         إنشودةً ، تغني العطاء أبدً ومدا

من علّمني حرفاً حفظت له وداُ ، بهذه الكلمات  يمكن أن أصف الشمعة التي احترقت كل يوم لكي تُنير دروبنا بالعلم والمعرفة والتي تمثلت بالاستاذ الفاضل حسن كحيل .

في يوم تكريمك هذا، نقتبس من الحروف التي علمتنا إيّاها أجمل الكلمات التي يمكنها  أن تعطيك جزءاً بسيطاً من فضلك علينا، فالحمد لله الذي علّمنا بالقلم ما لم نعلم، وجعل منك ومن امثالك  خير وسيلة لنقل هذا العلم، فدعني باسمي وباسم هيئة تكريم العطاء المميز أن أسطّر أسمى معاني الشكر والامتنان والعرفان والتقدير لك ، يا من صنعت الرجال عماد الأمم والأوطان بالعلم ، وأنزلت عن ظهور ساكنيها ضلال الجهل وظلمته، بجهودك تلك جعلتنا نبصر بضوء المعرفة والعلم كل ما هو خير لنا ولبلادنا، دعنا نثمّن اليوم تفانيك في العمل، الذي جعل منك خير قدوى يحتذى بها للسير على خطاها، ومن سار على خطاك لن يضل أبداً، فأنت من صُناع الشعوب ، وجميعكم لستم سوى المورد الأعظم الذي سيؤدي بنا إلى البر الآمن

 لذلك لن يفارق ألسنتنا الدعاء لله دوماً أن ينعم عليك  بالعافية، وأن يبقيك ذخراً وعوناً ، مرشداً ومضيئاً لنا وللوطن.

لك منا تحية إجلال وتكريم أيها الفارس في ميدان النهضة، الحامل لراية الثقافة، يا من صنعت من الطفل المتعثر بالقلم الذي كاد يفوق يده بالحجم طبيباً ومهندساً ومحامياً وعالماً، إليك نقول لم تسأل يوماً عن ما أخذت، ولكن تسأل بشغف عما أعطيت وقدمت وطرحت ،  ونعترف انك زدت في قسوتك أحياناً لمصلحة الطالب و لكن  بقلب أم لا تريد لطفلها سوى الخير. في هذا  اليوم لا يسعنا إلا أن نعترف بوقفة قصيرة لعلها تفيك جزءاً ما قدمت

واخيرا لك من أبنائك و اخوانك الذين تتلمذوا على يديك  كل العرفان، فدُمت أيها الآب المعطاء بصحة جيدة مثالاً يقتدى بك في عصر قل فية المعطاؤون .

ثم كانت كلمة للمحتفى به الاستاذ حسن كحيل جاء فيها :

اسعدتم صباحاً

لا تصدقوا ما قيل لأن عين المحب لاترى العيوب . تشريفكم وسام أعتز وافتخر به .

بعد اللقاء المميز عصر الامس في ثانوية الصباح ، عدت الى المنزل أحث الخطى ، مهرولاً ، استعرض ما سطرته ، أشطب كلمة من هنا وسطراً من هناك و استعين بأقوال سابقة لعل ما يبقى يمكنه أن يعبر عن سعادتي بتشريفكم ، ويخفف من تقصيري مقارنة مع خطباء المنابر .

كل واحد منكم هو المقصود ببيت من روائع الشعر العربي الآتي :

كأنك من كل النفوس مركب         فأنت الى كل الأنام حبيب

سبق وقلت في تكريم سابق انني محظوظ و محسود في آن. لذلك أقف وأنحني تحية و رهبة لانني لست من خطباءالمنابر ولا من أربابها . سامحوني إن قصرت لأنكم اصحاب المنزل ونحن الضيوف .

لن أسمح لنفسي نسيان هذا اللقاء المميز مع كل فرد من هيئة تكريم العطاء المميز ، رئيسها وكل واحد من أركانها . لذلك استعنت بأقوال محببة وقيمة تعبر أحسن التعبير عن ما يجول في خاطري لاصل الى ما أكنه لكل منكم من معزة وحب :

أنتم اخوتي وأصدقائي ، كل منكم هو أخي وصديقي لهذا اردد مع القائل :

لو طال صمتي فقلبي لن ينساكم             لاتحسبوا الصمت تقصيراً او نسيانا

يا من نقشتم على قلبي معزتكم               وكنتم في قرير العين سكانا

سألت ربي لكم حفظاً ومغفرةً                ويجمع شملنا تحت العرش إخوانا

لذلك إذا قصرت فسامحوني أحبتي فإني معرض لذلك . فلتذكروني بالدعاء فحبكم أودعته بين الحنايا و المقل .

أختم بما قاله الامام علي (عليه السلام) : قيل له من هو الأفضل أخوك أم صديقك ، فقال : ما أحلى أخي أن يكون صديقي وما أحلى صديقي أن يكون أخي .

من يسكن القلب كيف أنساه / أهلاً ومرحباً بكم .

وكانت قصيدة للأستاذ اسماعيل رمال :

يا معلم الاجيال يا سراج المنير                علم و حلم ما في حدا قدك كبير

طبعك حسن إسمك حسن مالك نظير          مخلص وفي ، بعلم الادارة شوقدير

لولاد جيلك كنت يا نعم السمير                وبالمدرسة كنت المربي و المدير

من الحاضرين اليوم علمت الكتير             فضلك علينا عالكبير وعالزغير

من قلوبنا جايين حتى نكرمك                   شوية جميل نرد يا حي الضمير

وانتهت الزيارة بتقليد المكرم وسام هيئة تكريم العطاء المميز و قدم الحاج حسيب عواضة باقة ورد باسم الهيئة كما قدم الاستاذين نبيل مكي و علي جوني كتابي مؤتمر البيئة والمجتمع ، و جبل عامل : تاريخ وواقع . وودع الاستاذ حسن الوفد ودمع السعادة في عينيه .