قام وفد من هيئة تكريم العطاء المميّز بزيارة عضو هيئتها الادارية الحاج حسيب عواضة في منزله في منطقة تول – النبطية، للإطمئنان على صحته بعد اجرائه عملية جراحية للعين (الماء الزرقاء )، وتهنئته بالسلامة… وكانت كلمة بإسم الهيئة لأمين الصندوق الأستاذ أسد غندور جاء فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الزميلات والزملاء السلام عليكم جميعاً
جئنا اليوم الى هذه الدار العامرة بأهلها ، لنبارك و نهنئ الزميل الحاج الطاهر حسيب عواضة على سلامته بعد إجرائه عملية “الماء الزرقاء” للعين، ولنقول له سلامة عيونك يا حاج حسيب، أيها الرجل العصامي الشريف، نظيف الكف والمعاملة، صاحب الأيادي البيضاء، و الناشط منذ نعومة أظافره في شتى الميادين الاجتماعية والبيئية و الكشفية و الخدماتية… حتى باتت سمعته الطيبة تسبق اسمه الذي هو على لسان المحبين و العارفين والأصدقاء…
حاج حسيب صحيح أنك تعرضت لوعكة صحية أوجبت دخولك المستشفى وإجراء عملية “الماء الزرقاء”، ولكن إعلم أن ما أصابك أصاب كل فرد منا في هيئة تكريم العطاء المميّز، هذه الهيئة التي تشكل مجتمعة جسداً واحداً متكاملاً، فإذا تداعى أي عضو من هذا الجسد لسبب ما، تداعت معه وتألمت بقية الأعضاء… وكيف إذا كان هذا العضو يشكل مرتكزاً من مرتكزات الجسد ومقوماته ووحدته وانصهاره ونموه وتطوره بشكل دائم، ويتفاعل هذا العضو مع بقية الأعضاء بكل ما لديه من طاقات وإرادة حرّة وواعية، وعزيمة نادرة.
عرفناك حاج حسيب مقداماً في العمل والشأن العام، منذ كنت في الخامسة عشر من عمرك، واستمريت على هذه الدرب، لا تهاب الصعاب ، وتواجه كل العثرات… وكوّنت نفسك بنفسك حتى وصلت الى ما أنت عليه من مواقع متقدمة في التجارة والنشاطات الاجتماعية والخدماتية … حتى أصبح يُضرب بك المثل في هذا الموقع المتقدم في صفوف الناشطين، ولا زلت، رغم تقدمك في السن، أطال الله في عمرك، تتابع مسيرة الحياة بصلابة وابتسامة لا تغادر ثغرك الوضّاح، ومحبة صادقة ووفاء والتزام… نعم أنت وفيٌّ لكل من عملت معه في هذا المضمار الواسع و المشعّب والمعقّد، ملتزماً ما أوكل من مهمات وتنجزها على أكمل وجه، بل على أفضل ما يرام.
حاج حسيب أنت من الرجال الشرفاء في أمتي… الرجال الذين أعطوا ، بدون منّة، لوطنهم ومجتمعهم وشعبهم، كل ما لديهم من طاقة و قدرات على العطاء. وأصبحت في نظر الجميع مفخرة كل من يعرفك، ليس على مستوى مدينتك التي عشت وترعرعت فيها وخدمتها بأشفار عيونك، بل على مستوى المنطقة كلها، و الجميع يبادر للتعاون معك في مختلف ميادين الأنشطة العامة . وأنت لم تتردد يوماً في الإستجابة والتعاون و الإنخراط بدون تقاعس أو تكبّر أو كسل أو إهمال…
ففي عالم تسوده التناقضات على مختلف الأصعدة و الإتجاهات، وتتفشى فيه الصراعات بشتى تلاوينها و أشكالها وحدّتِها السلمية و العنفية المدمّرة، الاقتصادية و الاجتماعية و الفكرية و السياسية … وحتى البيئية.
في مجتمع مفكك متأخر تسوده انقسامات عامودية تنخر بنيانه و تدمّره، وتجعله عرضة للريح الآتي من كل صوب، قد تطيح به حيناً، أو تفيده في أسوأ الأحوال، وفي بيئة تنبعث منها روائح القذارات فتتلوث مصادر و مقومات الحياة من مياه وينابيع وهواء وطعام ومجتمع وثقافة وعلاقات عامة… وتنتشر الأوبئة و الفيروسات لتحصد عن قصد أو غير قصد الآلاف بل الملايين من الأجسام الحيّة… في عالم يصارع نفسه بنفسه، ويجهد لإكتشاف المضادات للحد من الآثار السلبية المدمّرة و المتزايدة. في هذا الكون الغارق بالفوضى والتسلط و يتحكم فيه القوي بالضعيف… وانتشار ظواهر الفقر والتسوّل و الجوع مقابل غنى فاحش بدون رادع، و نهب وفساد وبطش…
في هذا العالم المعقّد والقاهر لكل مبادرة خلّاقة ، وتسيطر عليه روح الإنهزام و الإنبطاح والعزوف عن العمل والبلادة في الأداء … في عالم يهوي ويتراجع يوماً بعد يوم …
في هكذا عالم … أن نرى أشخاصاً يبادرون الى العطاء دون تردد، وبكل تواضع… فتلك آفاق الأمل مهما كانت ضيقة ، بمستقبل زاهر. عطاءٌ وأي عطا،ء إنه عطاء مميّز بكل ما للتميّز من مفارقات.
الحاج حسيب عواضة هذا الرجل الصادق الصدوق، المحب الكريم والمعطاء، هو واحد من اولئك الأعلام الرموز الذين قدموا أنفسهم للعطاء بدون تردد، وبدون أن يلتفتوا الى مصالحهم الضيقة ، وثابروا على ما أقدموا عليه بكل ثقة من أجل عالم سيتجدد و يتقدم مهما طال ليله… متمسكاً بقوله تعالى :”وقل اعملوا فسيرى الله عملكم والمؤمنون”، و الآية الكريمة في سورة النحل :” بسم الله الرحمن الرحيم من عمل منكم عملاً من ذكر أو انثى وهو مؤمن فلنحييه حيوة(حياة) طيبة … صدق الله العظيم”.
الحاج حسيب عواضة شخصية نادرة في مجتمع قلّت فيه الهمم الاجتماعية و المبادرات الخلّاقة، في زمن تقاعست فيه أغلب الشخصيات التي تمتلك من الإمكانات والمؤهلات الكبيرة. تقاعسوا عن العمل العام، وعن أن تكون في طليعة العاملين والمشجعين للإنخراط في الحقل الخدماتي.
حاج حسيب أيها المقدام الظريف، كريم الخلق، دوّنت اسمك على صفحات تاريخ النبطية و الجنوب، و امتد الى الأبعد، لبنان بكل مناطقه… هنيئاً لك هذا الشرف العظيم … ستبقى بإرادة الله وبعزيمتك أمثولة للعطاء المميّز، ينشدها شباب الغد على طريق الجلجلة.
أطال الله في عمرك، وعافاك في صحتك…على عملك وتقديماتك، وأبقاك زخراً ورائداً ومدماكاً صلباً للعمل الاجتماعي .
مجدداً، أتقدم بإسمي وإسم هيئة تكريم العطاء المميّز، هيئة ادارية وهيئة عامة، وعلى رأسها رئيسها النشيط التوّاق دوماً الى العمل و المبادرات، الدكتور كاظم نورالدين حفظه الله وأطال في عمره وزاده همة ونشاطاً، نتقدم جميعاً من الأخ و الصديق و الزميل والحبيب الحاج حسيب عواضة بأحرّ التهاني بسلامته . وندعوا الله أن يديم عليه الصحة والعافية، وأن يمنحه القدرة على مزيد من التضحية والعطاء المميزين بدون أي تأخير. لك كل المحبة و التقدير من الجميع…
حماك الله و حفظك.
كما كانت قصيدة لأمين سر الهيئة الأستاذ اسماعيل رمال:
*سَلامِةْ عيونَك*
عُمدْةْ، إِنِتْ يا حجنا الغالي حسيب
عيونَك تمام وهيك خَبّرنا الطبيب
اليوم التلاتا صَحوْ لعيونَك صِفِي
الطقس اللي كان معوكَر رمادي كئيب
وجينا نزورَك والقلوب ملَهّفِةْ
تِقشع مُعَافى صاحِب الصدر الرحيب
بْتتبارَك الهيئة بجَنابَك يا وَفي
ومن دون شخصَك حتماً المشهَد غَرِيب
سراجَك على الأيام صعبِة يِنطِفي
وباقي مشَعشَع عالبعيد وعالقَريب
مِنحِبّك دعَيْنا الغَبَاشِة تِختِفي
والمَيِّةِ الزرقا من بعد ما شِلتها
تخَلِّيك تِرجَع شَب يا أغلى حبيب
وفي الختام كانت كلمة شكر للحاج حسيب عواضة قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأحبة:
حين تعصف الحياة بالانسان نحو المرض أو الإستشفاء، ويصاب به دون سابق إنذار… هناك قلوب جميلة تتابعه بالدعاء حتى يتعافى، ويبرأ، ويعود لممارسته حياته الطبيعية ونشاطاته المعتادة .
وها هم أخواتي وأخوتي في هيئة تكريم العطاء المميّز قد غمروني بلطفهم ومحبتهم ، فأضاؤا منزلي بزيارتهم لي، ومثّل وجودهم الدواء الشافي لروحي، وأعطوني بكلامهم المعسول ما يبلسم الجراح، وبمحبتهم انشرح صدري ، الأمر الذي ينعكس حكماً على استمرار سعادتي في الباقي من العمر.
أحبتي، بعد أن ضاعت مني الكلمات لسعادتي بكم وأنسي بوجودكم، أشكر تحمّدكم لي بالسلامة .
لا أراني الله بكم مكروهاً انتم ومن تحبون، وأسأله أن يمتّعكم بالصحة والعافية، وأن يطيل في أعماركم، ويسدد خطاكم في كل أعمالكم بما فيها الخدماتية، وأن تستمر هيئتنا بالتألّق.
بارككم الله وجزاكم خيراً…