نظمت هيئة تكريم العطاء المميز غداءً تكريمياً للمربي و الناشط الاجتماعي، أمين سر الهيئة منذ نشأتها في العام 1996 وحتى نيسان 2021 ، في مطعم قصر الملوك في النبطية – كفرجوز. وقد تكلم بإسم الهيئة الأستاذ ماهر الحاج علي و جاء في كلمته:
كيفَ اهتَدَبْتَ الزَهرَ يا خِلّ الوفا؟ حتى استفاقَ الشَهْدُ منه يسيلُ
وهجُ السنابِلِ في حِماكَ مواسِمٌ بالخيرِ يسطعُ حَبُّها المأمولُ
صُنْتَ البذورَ، مُبارِكاً في أرضِها فتَطايَبَتْ بجنى اليدينِ حقولُ
يقفُ الزمانُ على دقائِقِ عُمرِكَ ليفاخِرَ الأيامَ وهو يقولُ:
إني إذا اهتَزَّ اليراعُ بأنملي ينسابُ من بين الحروفِ خميلُ
أبا سعيدٍ، سَلِمْتَ على الليالي خُلُقاً ترقرقَ في الخِصالِ جَليلُ
تطيبُ لي وقفةُ اليومْ، فأشعرُ بلفحةٍ دافئةٍ من الشَرَفِ البالِغِ أسْبَغَهُ عليَّ حضرةُ الرئيس الدكتور كاظم، فَعَمُرَ قلبي براحة واطمئنان، لأنني أُسدِّدُ باسم هيئتنا المميزة فاتورةَ جهودٍ متعاقبةٍ على يديّْ زميلٍ كبيرٍ أسلفَ علماً وعملاً ليتكدَّسَ دَيْنُهُ في ذِمَّتِه…
أيها الأعزاء:
تطيبُ وقفتي هذه أمامَ شخصيةٍ تركتْ بصماتِها على ميادينَ شتى، فحملتْ آمالَنا، وعاشتْ طموحَنا، وقدّمتْ صورةً مشرقةً للعملِ التربوي والإجتماعي، تعلّمنا منها أن الكِبَرَ لا يُصنعُ بالتعالي أو بالإدِّعاء أو بكثرةِ الألقاب… فالكِبَرُ يتجلّى بالبذلِ بلا مقابل، والعطاءِ بلا مِنّة… إنها ذلك الفيضُ الإنسانيُّ الذي يغمرُكَ بفائضِ النُّبلْ…
وفي زمنٍ قلَّ فيه التحاورُ، وسادتْ فيه محاكمةُ النوايا، وعلا فيه ضجيجُ الإدعاء، نسترشدُ بأبي سعيدٍ الذي سلكَ مساراً آخرَ وشيَّدَ نموذجاً يقوم على التأسّي بصبرِ أيوبٍ في ذروةِ المأساةْ، وعلى التسامحِ في فورةِ الغَضَبْ، وعلى الإيمان الصادقِ بأن الغدَ يحملُ لنا صدمةَ التجاوزِ وطاقة التحوُّلِ الى حياةٍ جديدة…
فضلُكَ الكبيرُ أيها الكبيرُ أنكَ وهبْتَ العُمرَ كُلَّهُ للتربيةِ والمجتمع، فتميَّزتَ بالأناةِ والصبرْ… قالتْ حياتُكَ الحكاياتِ الكبرى… قالتْ وسمعنا…فعندما عُهِدَ اليكَ بتثقيفِ النشء، تجلّتْ في شخصِكَ تلكَ الأُبُوَّةُ الطالعةْ، فكنتَ تستعين بالتؤدةِ على عرامةِ الطلاب…
تخلَّقْتَ بالحنانِ وكنتَ المُشبِلُ على طلابِكَ إشبالاً رؤوماً…
وفي الإدارة تحصّنتَ بالدراية فأمِنتَ الملامةَ وآثرتَ الملاينةَ على المغالبةِ في أخذِ الأمورِ الى خواتيمها…
وما تكلمتَ يوماً في هيئتنا إلا قطَّرَ عسَلُكَ، فهانتْ لديكَ الدنيا، لتُثْبِتَ بذلك عِزَّ المناقبية… إنك الوهوبُ الرضيُّ الوفيُّ والصديقُ الى غير إنتهاء…
واليومَ إذ يقامُ لك هذا الإحتفالُ الرمزُ فليس من أجلِ تكريمكَ وحسبْ، بل من أجلِ الدخولِ عليكَ في اكتمالِ حضوركَ، لكي نأخذ منكَ حديثَ الحكمةِ، ونستلهِمَ منكَ روحَ المغالبةِ والصمودْ… فأنتَ قدوةٌ لنا مُضيئة… مباركةٌ سنواتُكَ الثمانونَ المُترعاتُ بالعطاءِ، ومديدةُ سنواتُكَ المقبلاتُ في موكبِ العافية… برعاية زوجةٍ رؤومٍ وأسرةٍ نموذجية…
وأخيراً قُلْ لي: أيةُ براءةٍ تقديريةٍ تليقُ بكَ أيها الزميل الكريم؟
تقبّل منا، من الهيئة التي ساهمتَ في تأسيسها، وفي إنجاحها منذ بدايتها .
البراءة التي تستحق، براءة المخلصين من الزملاء عربون محبة ووفاء وتقدير..
حماك الله وأطال في عمرك.
وكانت قصيدة للشاعر الأستاذ اسماعيل رمال:
بتــعــتـــز هــيــئــتــنــا بــتكــــريم العمـــــيد
الشخص المؤسس صاحب الرأي الرشيد
ما جيت إمدح حضرتك بالإحتفال
مَنَّك بحاجة للمدح يا بو سعيد
لكن ضروري قول تاريخك نضال
وكل اللي عرفك كان منك يستفيد
يا محتــرم ومزّين بأجمــل خـــصال
عرفتك نصير الحق من ماضي بعيد
شريك النضال المطلبي وما في جدال
وبالتربية يا صاحب الصيت الحميد
بعلــــم الروابط والنــوادي بهـــا المجــــال
باقي المخضرم بِصَمْتَك طابع بريد
ومعروف عــنك شهـــم رمز الإعتدال
وبـــهـــيئة الـــتكـــريم مــــطـــلع للـــنشيـــــد
شو بقول عنّك، واسع كتير المجال
ومهما انحكي وانقال، سامحني زهيد
محــــبوبــــنــــا بتظــــل يـــا فــــخر الرجــــال
مــحـــفـــور إسمك فـــوق شريـــان الـــوريد
أُستــــاذ توبــــة إِنِـــــتْ عــــنـــوان الــــمــــقــــال
مــــــن قلوبـــنا مـــنــــقــــول الله يــــحـــفـــظـــــك
ويعطيك صحة وعافية وعمر المديد
كما كانت كلمة شكر للمحتفى به قال فيها:
ايها الزميلات و الزملاء
بعد الإصغاء الجيد الى الكلمة الجامعة و المؤثرة التي ألقاها الزميل الأستاذ ماهر الحاج علي بإسم هيئة تكريم العطاء المميز، حيث كان لها وقع طيّب في أعماق نفسي…
وبعد أن شرفني هذا اللقاء الذي زادني عزاً ومجداَ… وحيال هذه الحفاوة المميّزة و الإعداد الجيد لإقامة هذا اللقاء التكريمي البهيج… وأمام اجتماع ومشاركة هذه الثلة الكريمة من الزميلات والزملاء قديمهم وحديثهم…
أمام هذا الصنيع المثالي أنحني شاكراً لجميل عرفانكم ولحسن تقديركم…
في هذه اللحظات السعيدة تمر في البال سلسلة من الأنشطة التكريمية الخالدة التي أنجزتها هيئتنا منذ تأسيسها وحتى اليوم بتوجيه ورعاية من الزملاء الرؤساء الذين كان لي شرف معاصرتهم والإنخراط في فرق أعمالهم … وها نحن اليوم نتابع المسيرة مع الرُّيان الرابع الزميل د. كاظم نور الدين الذي سعى منذ تسلمه لموقع الرئاسة الى إحداث نقلة نوعية في تحديث وتطوير أساليب التكريم وأهدافه … ولعلّ هذه القاعة الرحبة وتلك الصالة الكبرى وسائر المرافق في هذا الصرح السياحي ما زالت تحتفظ بأصداء النجاحات المدويّة للأنشطة والمؤتمرات التكريمية التي أقيمت في السنوات الأخيرة …
أيها الأحبة … وبينما أغادر موقعي الإداري بعد طول سنين، أشعر بالإطمئنان الى مستقبل هئتنا لأنها باتت وبجهود رئيسها وفريق عمله، الذي يضم نخبة من العناصر الشابة من أهل الفكر و الثقافة والعلم وأصحاب المهن الحرة الذين تعاهدوا على المضي في دروب التقدم و النجاح . ويكفي هيئتنا تميّزاً أنها دأبت على أداء رسالتها على الرغم من جائحة كورونا وتعدد الأزمات المرافقة …
مرة ثانية أقول: شكراً كبيرة لك أيها الرئيس الساهر ومثلها للزميلات والزملاء المشاركين في المواقع الإدارية واللجان المتفرعة …
سوف أبقى معكم ما حييت…
أخيراً… دعوني أوصي أبنائي الأعزاء بالحفاظ على هذا الوسام الرمز ( براءة هيئة تكريم العطاء المميّز التقديرية ) وبالحرص على حفظه من بعدي لأنه يحمل الكثير من معاني القداسة والتضحية و الوفاء والعرفان…
المجد والتقدم لهيئتنا
عشتم وعاش الوطن معافى بإذن الله
وفي الختام قُدمت للأستاذ علي توبة براءة هيئة تكريم العطاء المميّز التقديرية عربون وفاء وتقدير وشكر…