الرئيسية / متفرقات / هيئة تكريم العطاء المميّز ترثي الفنان و المُخرج المتألّق حسام الصباح

هيئة تكريم العطاء المميّز ترثي الفنان و المُخرج المتألّق حسام الصباح

شيخُ الشبابِ رحلْ

قصيرة كأيام الخريف أيامك، غير أنها فيء وشجا…

إنك النهر الذي غار قرب النبع، والشجرة التي تشبّثت بالأرض حتى تكسّر الغصن وهوى…

فيا رفيق وصديق الأحباب:

نوافذ أحبابك مشرعة، يُطلون منها عليك في ساعات الشجو و الحنين، كلما شدّهم التذكار الى أيامٍ خوالٍ كنت فيها الفنان المُبدع…

أحببتَ الكلَّ حتى ثَقُلَ الحبُّ عليك، فحققته عملاً ودفعت به فناً أصيلاً. وتألمت حتى كأنك لم تترك لغيرك ألماً، وما كان أقصر باع محبيك وأعجز… فإذا بك تغيب ليبقى خيالك في القلوب وظلالك على الشاشات .

لقد أسرعت في خَطْوِك، وفاتَ المحبين التقاط النجم الغارب… فالعاصفة لم تهدأ على جبينك ، وإشارة الرفض لم تفارق شفتيك، والخيال المرتسم على عينيك لم يستقّر، وقامتك المنتصبة  لم تزل صراخاً الى العنفوان و النُبل…

فيا أيها الغائب الحاضر بيننا:

لك من المناقب والفضائل ما تضيق به مساحات التعبير، فأعلم علم اليقين، أن المشاعر التي تفيض بها قلوبنا، لا يمكن أن تنسكب في الحروف الجامدة التي تُكتب. إن نجمك لن يأفل، وإن شعلة الفن التي حملت لن تنطفئ، وإن اسمك النقيّ سيبقى ساطعاً مدوياً أبداً في رحاب التمثيل و الإخراج.

لقد بدأت عندليباً منذ خمسين سنة في الفن، وغادرت نسراً، وُلدت مغرداً ورُبّيت مُطوّفاً، ومضيت ولديك في ربى الفن اليد الكريمة ، فاستطعت أن تلامس أحاسيس الجماهير، ونبضات هموم الناس وهواجسهم، فحرّكتها وجعلت التمثيل موصولاً بلغة الشعب… ولهذا كله استحقيت ما نلته من تقدير هذا الشعب.

وأخيراً…انتهى المسلسل الطويل ، ورحل الفنان حسام الصباح.

ونحن لا نصدّق ما جرى… “لقد أعطانا كل شيء وفلّ”

فإلى رفاقك الفنانين، وأهل مدينتك، ومحبيك، وعائلتك المفجوعة برحيلك… أحر العزاء.

الى جنة الخلد أيها الفنان النابغة، أيها الحسام